الزي الكويتي قديما

القصد: من الموضوع هو تعريف الجيل الحالي عن الزى الكويتي للرجال قديما لتكون مرجع للإخوة في المنتدى ومن خارجه تحياتي لكم.

مقدمة : لكل بلد زى يعرف أهلها من خلاله والزى الكويتي ولا يختلف كثيرا ًعن الزى الخليجي أنما الاختلاف هو في طريقة اللبس والتفصيل, و الزى الكويتي حديثا ً حدثت له تغيرات والسبب يعود إلي التطور في طرق الصناعة ونوعية المواد الخام والآلات المستخدمة والتي لها الأثر الكبير في ما بعد في ظهور بعض التجديدات في الشكل والتفضيل أدت فيما بعد إلي تغير شكل الزى إلي الشكل الحالي , وكان الكويتيون قديما قبل ظهور النفط ليس من أصحاب الدخول الكبيرة وكان الأغلبية الساحقة منهم لا يقبلون على شراء الأقمشة ألا عند الحاجة الملحة وكانت الثوب الذي يلبسه الرجل وخاصة الشتوي منه تبقي لدي صحابها لعدة سنوات وهو يرتديها كل عام إلي أن تصبح في حالة لابد من تغيرها أو استبدالها بأخرى.
وفي خلال الحرب العالمية ارتفعت أسعار الأقمشة ارتفاعا ً كبيرا بسب الحرب وقد استفاد من ارتفاع الأسعار في ذلك الوقت تجار الأقمشة الذين قاموا باستيراد الأقمشة بكميات كبيرة وبيعيها , وللمحافظة على أسعار الأقمشة قامت الحكومة في ذاك الوقت بتذويد المواطنين بالأقمشة بأسعار مدعومة وأستمر الدعم حتى عام 1947 ميلادي وكانت دائرة التموين التابعة لإدارة المالية في ذاك الوقت هي المسئولة عن بيع الأقمشة قديما في الكويت وكان المرحوم راشد عبد الغفور رحمه الله هو المسئول عن تسليم الأقمشة للمواطنين وكان يسلم رب كل أسرة بطاقة أو كرت لشراء حاجته من الأقمشة الشتوية والصيفية له ولعائلته ويباع لكل شخص قطعتا قماش شتاء ومثلهما صيفا وأستمر الدعم حتى انتهاء الحرب العالمية الثانية.
فبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية ظهر الكثير من أنواع الأقمشة والماركات حيث اشتهرت ماركات كثيرة في الكويت ومنها "البنان" وأصبح من السهل على ذوي الدخل الجيد اقتنائها و من ثم قام بعض تجار الأقمشة بالكويت قديما باستيراد الأقمشة من أوروبا وقاموا بطرح أسماء علي الأقمشة و الماركات ومن تلك الأسماء ماركة "حولي" التي أصبحت فيما بعد من الماركات المحببة للزبائن ومن أشهر التجار الذي أدخل أحد أنواع الأقمشة هو المرحوم جاسم بودي رحمه الله حيث طلب من "الخطاط عابدين باقر " أحد أشهر الخطاطين المميزين في الكويت قديما بنقش أسم للماركة و أرسالة إلي المصنع في انجلترا لطبعة على ربطات القماش كماركة مسجلة و في فترة الثلاثينات و الأربعينات ظهرت ماركات منها ماركة "shark skin" و الثلاث خمسات " 555".وهي من الماركات المشهورة في الكويت قديما و فيما بعد بدأت أنواع كثير من الأقمشة تصل الأسواق الكويتية من ألمانيا واليابان وجنوب شرق أسيا والولايات المتحدة الأمريكية .

مهنة الخياطة قديما:
كان أل العصفور الكرام أهل جبلة من أوائل من عمل بالخياطة قبل جلب الآلات بالإضافة إلي عائلة البحراني الذي عمل عدد منهم بالخياطة حتى أصبحوا يلقبون بـ "الخياط " ومنهم المرحوم ملا علي الخياط رحمه الله وهو من أشهر من يخيط "الزبنات" لكبار الشيوخ والشخصيات الكويتية قديما ً ومنهم المرحوم الشيخ محمد والشيخ جراح والشيخ مبارك رحمهم الله جمعيا و كانت الأجرة في ذاك الوقت تتراوح مابين "أنتين إلي أربع انات " ويقوم الخياط بخياطة 6 دشاديش في اليوم ويقوم أيضا بتطريز "الزبون" وهو نوع من الملابس قديما ً وسوف أتطرق له لاحقا ً أو الدشداشة بزخارف من البريسم " الحرير" في مقدمة الدشداشة بما يعرف باسم "الشد" للشيوخ وكبار الشخصيات قديما ومن أشهر من يلبس الدشداشة الشد في الوقت الحالي هو الأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله الصباح حفظة الله والشد ولبس الدشداشة الشد يعطي للرجل هيبة ومكانة اجتماعية .

زى الرجل قديما :
يرتدي الرجال قديما ً الزبون الشلاح والدقلة والزبون و القاط و البشت والدشداشة والقميص والدشداشة والغترة والشماغ و الشال وسوف أتطرق لهم كلن علي حدا على النحو كالتالي:

1. الشلاح: ثوب رجالي خفيف أو دشداشة فضفاضة لها أكمام طويلة واسعة وهي بدون "غولة " ياقة وتلبس عادة في الصيف وتخاط من قماش (النيسو - الململ – الويل) وهي من أنواع القماش قديما على شكل قطع عمودية مستطيلة ماعدا الأكمام التي تأخذ شكل المثلث ويطرز الشلاح بخيط "البريسم" الحرير في عدة أماكن ويرتدي الشلاح عادة الشيوخ والتجار وكبار الشخصيات .

2. الدقلة : عبارة عن ثوب كالدشداشة إلي حد كبير وله فتحتان من الجانبين تبدأن من مستوي الركبتين إلي أسفل و للدقلة "جلاب" وأزرار من جهتها الأمامية ويلبس الأغنياء لغلاء ثمنها ويعتبر من يلبسها ذو منزلة اجتماعية مرموقة في ذلك الوقت .

3. الزبون: نوع من المعاطف المزركشة ويلبسها الوجهاء والشخصيات المعروفة في المناسبات ويمتد "الزبون" اللي الركبتين ويستخدم صيفا وشتاء ومنظر الرجل إذا ارتدي "الزبون" منظراً مهيبا ويدل على مكانته الاجتماعية المرموقة.

4. القاط : عبارة عن دشداشة شتوية و بالطو من القماش نفسه وهي عبارة عن "بدله " كاملة ويخاط معها في بعض الأحيان بنطلون .

5. البشت: رداء يلبسه والشيوخ وشيوخ القبائل والأمراء ورجال الدولة أثناء المناسبات وغالبا ما يدل علي المكانة الاجتماعية للرجل وكان الكويتيون قديما يلبسون البشت وكان من المظاهر الاجتماعية حتى وصل من رغبة الناس قديما من الظهور والوجاهة إلي استدانة البعض لشراء البشت وقد شكل ذلك عبئاً اجتماعيا كبيراً ووصل لدرجة أن قام الأمير الراحل الشيخ أحمد الجابر الصباح بإصدار مرسوم يمنع فيه لبس البشوت في الكويت قديما.

6. القميص: القميص يرتدي في الشتاء وهو من القطن تحت الدشداشة ولا تزال ويظهر من أسفل الرقبة ويغلق الرجل "غولة " القميص ويترك غولة الدشداشة مفتوحة وبالنسبة للأكمام يضع فيها "البزمة" ويشمر الرجل كم الدشداشة لكي تظهر بزمة القميص وقديما كان يلبسه الوجهاء أصحاب الثروات قديما ً ولبس القميص تحت الثوب الشتوي يعطي الرجل نوع من الأناقة .

7. الدشداشة : هو الثوب الذي يلبسه الرجل في القدم ولا يزال وهي نوعين كالتالي:
1). الدشداشة الشتوية: وهو الثوب الذي يلبسه الرجل في الشتاء وتكون ثقيلة داكنة اللون تخاط قديما من الصوف أو السلك لحماية الجسم من البرد شتاء.
2). الدشداشة الصيفية: وهو الثوب الذي يلبسه الرجل في الصيف وتخاط الدشداشة الصيفية من قماش (البوبلين - الامريكن- البافتة - الململ - لاس ) وهي من أنواع من الأقمشة المعروفة قديماً و الدشداشة الململ يستخدمها الكبار قديما لكونها مريحة واختفت هذه النوعية في الوقت الحالي , والدشداشة الصيفية تكون بيضاء اللون أو صفراء وليست ذات ألوان متعددة وتكون مقترحة من ناحية الصدر وعليها أزرار للتحكم فيها وقديما كان الدشداشة بها "الغولة " الياقة هذه النوعية اختفت وأصبح الأزرار مكانها حاليا ً.

8. الغترة: تستخدم الغترة قديما للتلثم والحماية من الحر والغبار والشمس قديما ً و كان معظم الناس يلبسونها بدون عقال وكان يتم كيها بوضعها تحت أشياء ثقيلة وتعتبر الغترة شي أساسي يغطي بها الرأس منذ بلوغ الرجل سن الرشد و لا يكمن خروجه بدونها وهي عبارة عن خام بدائي مصنوع من القطن أو السلك ( انجليزي – هندي ) الرخيص وكانت تتميز في بعض النقشات التي اندثرت في الوقت الحالي وحل محلها الغترة السادة في نهايتها بعض الأهداب ومن أشهرها قديما في الكويت "البسام " وهي سادة نوعيتها جيدة وتباع في محلات عديدة ومن أشهرها " المسلم " أحد أقدم المحلات المتخصصة في بيع الزى في الكويت قديما ويقع في السوق القديم للملابس الشعبية في شارع الغربلي ولا يزال المحل موجود حاليا ً , ومن أشهر طرق وضع الغترة علي الرأس أو ما يعرف بـ "نسف الغترة" ومن أشهرها " الجرنبي" أو الشرينبي وهي بوضع الطرفين الأساسين بشكل متقاطع وهي الطريقة التي تمثل الرزانة والثقة بالنفس عند الشباب قديما وعند كبار السن.

9. الشماغ: غطاء رأس يكون قطنيا سميكا وملونا باللونين الأحمر ويقال أن أصل الشماغ عراقي واسمه باللهجة العراقية "يشماغ" وهو أسم مشتق من الكلمة التركية "اليشمك" وهي لثام الوجه أو غطاؤه ويلبس الشماغ مع العقال وفي الماضي كان الشماغ يحاك يدويا لكنه الآن يحاك آليا وبألوان كثيرة مختلفة وتغير قماشه من القطن السميك إلى القماش المخلوط القطن والبوليستر مما منح الشماغ درجة من الخفة جعلته شبيهه بالغترة .

10. الشال: غطاء للرأس ويكون صوفيا ملونا ويحمل نقوشا عريضة بألوان مغايرة للونه كالأخضر أو البني أو البرتقالي وهذه النقوش تكون واسعة وقد تملأ الشال أحيانا والشال لا يلبس إلا في الشتاء.

11. العقال: العقال ويلبس فوق الغترة أو الشماغ أو الشال وهناك و حدث علية الكثير من التطوير ومن أنواعه الخزام والعقال الأبيض و الشطفة والمقصب والعقال الأسود ولم يبقي منها في مستخدم في الوقت الحالي إلا العقال الأسود ومنه نوع فيه زوائد تتدلي من المؤخرة من رأس الرجل إلي منصف ظهره و تنتهي علي شكل حرف T أو كركوشة .

12. لباس العرس قديما: قديما كان المعرس يتردى البشت والعقال والغترة ولكن بأشكال مختلفة وهو لم يتغير كثيرا ً عن لباس المعرس في الوقت الحالي .

12.الملابس التي اندثرت أو في طريقها للاندثار : هناك الكثير من الملابس التي تلبس قديما و لا يزال البعض يلبسها والبعض الأخر منها أندثر أو في طريقة للاندثار وهي :
1. الزبون - الشطفة لا تستخدم إلا في بعض المناسبات والبزمة في طريقها للاختفاء .
2.الغولة اختفت و لايزال بعض كبار السن يرتدي الدشداشة بالغولة وفي بعض دول الخليج لاتزال موجودة .
3. العقال الأبيض والعقال الشطفة لم بينما العقال الأسود لا يزال يستخدم .